| 0 التعليقات ]



 1-3-2011 رسالة الأسير المجاهد محمد ابراهيم الديراوي , الذي يقبع الآن في معتقلات الاحتلال الصهيوني داخل الأرض المحتلة عام 1948م , والذي يقضي حكما بالسجن ثلاثين عاما أمضى منها عشرة أعوام , وهذه رسالته في الذكرى السنوية العاشرة  لوقوعه في الأسر , نسأل الله أن يفك أسره عما قريب.



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , ولا عدوان إلا على الظالمين , والصلاة والسلام على قائد المجاهدين , وإمام الغر المحجلين , سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .. وبعد

المــجــد يركــع للكــتائــب وحــدها       هذي الحقيقة ما عداها باطل
إن كان في الدنيا رجال تدعى مجدا        فنـحــن إلى العـــلا  أوائــل

وبعد عشر سنوات من الاعتقال أقف عاجزا أمام رجال ونساء وشيوخ وشباب وأشبال غزة العزة , غزة الفرقان , غزة الانتصار , غزة قاهرة الغزاة والمحتلين , ورافعة لواء الجهاد وحامية حمى الأوطان.
 وبعد هذه السنوات العشر  فإنني أجدد العهد والبيعة مع الله على مواصلة طريق العزة والكرامة طريق الجهاد والمقاومة حتى النصر أو الشهادة.
انه لمن دواعي سروري وامتناني وبعزة النفس الصابرة المجاهدة أتشرف بكتابة هذه الكلمات  المتواضعة , لأحيي صمود الرجال الرجال , المجاهدين الأبطال في فلسطين وعلى رأسهم رجال وأبطال حركة المقاومة الإسلامية حماس , وصناع المجد والتاريخ مجاهدي كتائب عز الدين القسام.
كما احيي أرواح الشهداء الذين قضوا نحبهم في سبيل الله وعلى رأسهم الإمام الشيخ المؤسس احمد ياسين رحمه الله .
وعلى أجنحة المحبة الطائرة أرسل تحياتي الحارة المفعمة بالوفاء والمحبة إلى مهجة قلبي ورفقاء دربي الذين قضوا واللذين ينتظرون........
وإلى الحكومة الفلسطينية الشرعية وعلى رأسها الدكتور المجاهد إسماعيل هنية ....
إلى كل الأهل والإخوة والأخوات والأحباب والأصدقاء والجيران وعلى رأسهم والدي الحبيب أبو خليل الديراوي أطال الله بقاءه.
ولا أنسى في هذا المقام وفي هذه اللحظات أن أتوجه بكل الشكر والفخر والاحترام لإخواننا الأبطال الذين خاضوا عباب البحار وتعرضوا للأهوال في سبيل نصرة أهلهم وإخوانهم في غزة الشامخة , ألا إنهم أهل تركيا الكرام , أهل سفينة مرمره الأبطال الذين تعانقت دمائهم مع أمواج البحر الهادرة فاختلط الدم بالماء ليبقى شاهدا للتاريخ على عنجهية هذا المحتل المتشرذم, فلله دركم يارجال تركيا العظماء...
كما وأرسل ببريق فرحتي وسروري الكبير إلى أهلنا العظماء في تونس الخضراء ومصر الكنانة, الذين انتفضوا وثاروا على الظلم والظلام , الذين رفضوا الذل والهوان والخنوع , الذين رضعوا حليب الحرية والكرامة وكانوا كبارا في وجه الظلم والطاغوت , ثاروا على حكامهم وأطاحوا بهم من فوق عروشهم وزلزلوا العالم بصيحاتهم المنادية بالإصلاح والتغيير , فلكم ننحني إجلالا وفخارا يا أهلنا وربعنا وإخواننا يامسلمين....
اكتب إليكم هذه الكلمات وأنا استمع إلى الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي في يوم الجمعة  وهو يخطب في ميدان التحرير حيث قال الشعب كلمته ملتفا حول الحق والقوة والحرية , ورافضا لكل وجوه الفساد والمفسدين والعملاء والمتخاذلين , في يوم الجمعة الذي أطلقوا عليه جمعة النصر , وأنا أسميه جمعة النصر والحصاد.

 ولا أنسى في هذا اليوم التاريخي العظيم أن أقف عالي الهمة مرفوع الجبين أمام الذكرى السنوية ال62 لاستشهاد الإمام الشيخ حسن البنا رحمه الله....
وما أجمل قدر الله حيث شاء الله سبحانه وتعالى أن يسقط النظام البائد بتاريخ 11\2\2011م وتكون ذكرى استشهاد البنا بتاريخ 12\2\2011م لتظهر الفوارق جلية واضحة بين
ما هو غث وما هو سمين ....
بين الضعف والقوة ....
بين الشموخ والانكسار .....
بين من يتم إسقاطه ذليلا ومن يلقى ربه شهيدا عزيزا تاركا خلفه رسالة شامخة إلى يوم القيامة إن شاء الله , لذلك أنا من خلف جدران الأسر أحييي ثورة الشعبين المصري الحبيب والتونسي الأبي.

أما رسالتي إلى شعبنا المجاهد العظيم ....
يا شعبنا الأبي لا تقلقوا علينا ولا تحزنوا لما أصابنا , فهذا قدر المجاهدين الأحرار وهذه سنة الله في الدعوات , وبعد هذه السنوات من الصمود والتحدي والابتلاءات والمحن أطمئنكم بأننا أصلب عودا وأقوى عزيمة وإصرارا على المواصلة أكثر من ذي قبل , نحن كما عهدتمونا دوما لا نقيل ولا نستقيل وسنبقى الأوفياء لدماء الشهداء وسنحرر أرض الإسراء , ونضيء مصابيح الأقصى بدم الشهداء.
يا أحبابنا وربعنا وأهلنا وإخواننا  يا مهجة قلوبنا , اصبروا وصابرو ورابطوا واتقوا الله , فوالذي رفع السماء بلا عمد لن تهزموا ولن يضيع الله صبركم ودماء شهدائكم ولن يخذل آهات الثكالى والمكلومين.

يا شعب فلسطين
أنتم من أنار ربوع المعمورة بالعزيمة والقوة والشجاعة , فلا تهنوا ولا تضعفوا أمام الطاغوت , وإنكم حتما لمنصورون.
يا أحبابنا لا تنسونا من دعائكم بأن يفرج الله كربنا ويفك أسرنا , ونحن والله نحبكم أكثر من أنفسنا , نحن صامدون , صابرون , مجاهدون , شامخون , شموخ الجبال الشم الرواسي , معنوياتنا تناطح عنان السماء , حتى لو علقونا على أعواد المشانق ستبقى أقدامنا فوق رؤوس الظالمين والعملاء والمتآمرين.
 والله أسأل أن نكون عند حسن ظنكم بنا  وأن يكون كل ما نمر به في ميزان حسناتنا بإذن الله.
ولكم منا كل الوفاء والحب والتقدير , مع الدعاء والتمنيات بالفرج القريب بإذن الله.

وانه لجهاد بلا هوادة  حتى النصر أو الشهادة



أخوكم وابنكم المشتاق دوما لكم
 محمد إبراهيم الديراوي  /أبو عماد

الجمعة 18\2\2011م.


0 التعليقات

إرسال تعليق